 |
| علاقة نظريات العلاقات الدولية بالأحداث التاريخية |
نظريات العلاقات الدولية تحدد الظروف التي تحتها يتواجد علاقة بين عاملين أوأكثر، وتشرح أسباب هذه العلاقة، كإ يشرح عالم السياسة "بروس جنتلسون وإلي رانين" : "النظرية تعمق فهم أنإط السببية في حالة معينة من خلال التعمق أكثر من مجرد ظرفيتها وخصوصيتها وذلك للوصول إلى العوامل القابلة للتعميم بشكل أومع".
اختيار أي نظرية للقبول بها مهمة هامة. لأن كل واحدة من النظريات مبنية عل فرضيات مختلفة حول طبيعة العلاقات الدولية، وتقدم وجهات نظر مختلقة حول الأسباب، وتقدم توصيات مختلقة للسياسة الخارجية.
في الواقع، إن قائمة النظريات طويلة. والنظريات المتضاربة حول السياسة الدولية كثيرة، ولا يوجد اتفاق حول أيهما أكثر فائدة . والسبب في ذلك أن العالم يتغير باستمرار ولا توجد نظرية أثبتت قدرتها عل جعل الأحداث الدولية مفهومة في كل الظروف الدولية. لذلك هناك صعود وهبوط متواصلين في شعبية نظريات العلاقات الدولية، هذا الصعود والهبوط والشعور بالفائدة ، يعتمد عل الوضع الدولي القائم في فترة تاريخية معينة.
تاريخ العالم هو تاريخ من التغيرات في التفسير النظري للعلاقات الدولية، في أي فترة معينة، ينشأ نموذج أو الطريقة الغالبة في النظر إلى موضع معين مثل العلاقات الدولية، ويؤثر في الحكم عل أي الخصائص في هذا الموضع هي الأكثر أهمية. أي الألغاز يحب حلها أو ما هي المعاير التحليلية التي تحكم عملية البحث مع الوقت، يتم تعديل النماذج أو التخل عنها عندما تفشل تأكيدات في أن تعكس الأنماط القائمة من السلوك الدولي. هذه النماذج أو الإفتراضات الأساسية التي يضعها العلماء عن العالم الذي يدرسونه، تميل في نهاية المطاف إلى التعديل كي يتسنى تفسير تطورات جديدة.
أيضاً، فإن النظريات ليست مجرد أدوات سلبية لتفسير الأحداث التاريخية فمن حيث أنها توفر المعلومات لنظرة القائد السياسي حول العالم، التوجهات النظرية نستطيع لعب دور أساس في التأثير عل الخيارات السياسية: بالنسبة لصناع القرار للنظريات ثلاث استخدامات مهمة هي:
- قيمة تشخيصية: تساعد صناع القرار في تقييم القضايا التي يواجهونها وذلك بتوفير المقدرة لهم بتجاهل الأنماط و التركيز على العوامل المسببة الهامة .
- قيمة إدراكية: تقدم إطار عام لفهم الإستراتيجيات ودور الفعل على السياسات.
- قيمة استخلاص العبر: تسهل عملية وضع تقييم نقدي للسياسات من أجل التوصل إلى استنتاجات حول نجاح أو فشل سياسة معينة.
فعلى سبيل المثال : قادت رؤى "النظرية الواقعية" من خلال إظهارها أهمية توازن القوى، الرئيس الأمريكي "نيكسون" لإقامة علاقات دبلوماسية مع الصين في العام 1981 من نفس المنطلق الواقعي، فإن "نيكسون" تفاجئ عن خلافاته الأيديولوجية مع حكومتهم وسعى لإقامة علاقات تقوم عل تحقيق المصالح الإستراتيجية المشتركة، وخاصة في موازنة قوة الإتحاد السوفيتي.
في الآونة الأخيرة، نجد أن "الأفكار الليبيرالية" حول "نشر الديمقراطية"، متخذة من التركيز الواقعي على القوة العسكرية وازدراء المنظمات الدولية عل شاكلة نهج "المحافظين الجدد" في السياسة الخارجية. وكان ذلك محورياً في قرار الولايات المتحدة للذهاب إلى الحرب ضدالعراق في عام 2003.
وكما حاول الاقتصادي البريطالى الشهير "جون مينارد كينز"
إن أفكار فلاسفة الاقتصاد والسياسة، سواء كانوا محقين أو عل خطأ، أكثر قوة مما هو شائع، في الواقع أن العالم محكوم بالقليل من غيرهم. إن الرجال العطيون الذين يعتقدون أنهم بعيدون عن أي تأثيرات فكرية عاد؛ ما يكونون عبيداً لاقتصاديين بائدين
ببساطة، فإن العلاقة بين النظرية والأحداث التارتحية هي علاقة تفاعلية . النظريات تؤثر وتتأثر بالأحداث والسلوك الدوليين، بدون نظرية الخبرة ليس لها معنى، بدون نظرية لايوجد سؤال يسأل إذن بدون نظرية لايوجد تعلم.
روابط خارجية ذات صلة: