⇆
د. نتاري محمود
جاءت الدراسة للوقوف بالتحليل والتدقيق في رؤية مقارنة لأداء وفعالية كلا من مجموعتي الإيكواس والآسيان ، ومن خلال فصول الدراسة وقفنا على أنه وبعد مرور نحوا من نصف قرن تقريبا على تأسيس المجموعتين ، نستطيع القول أن كلا المجموعتين لازالت بعيدة نوعا ما عن تحقيق أهدافها المعلنة عند التأسيس ، وإن كان التفاوت بينهما واضحا ، ففي الوقت الذي حققت الإيكواس نجاحا على المستوى الأمني لا زالت مشاكلها الاقتصادية البينية قائمة وعليه يبقى تحقيق التكامل بين دولها بعيد المنال نوعا ما ، وبالمقابل ورغم ما حققته الآسيان من نجاح اقتصادي ونقلة نوعية نقلت من خلاله دولها وشعوبها إلا أن معضلة انكشافها الأمني ، وعدم قدرتها على التحكم في مختلف النزاعات الداخلية و/ أو البينية قد يكون هو الآخر معول هدم لهذه الرابطة ويحول دون تحقيق هدفها المنشود .
ورغم التشابه في البيئة الاستعمارية التي عرفها تأسيس كلا المجموعتين ، استطاعت كلاهما التأقلم وإيجاد قاطرة لكل منهما ، حيث نجد نيجيريا وغانا على رأس توجهات وقرارات الإيكواس ، وبالمقابل نجد ماليزيا و سنغافورة في الآسيان ..
هذا وقد ألمت الدراسة بجملة من المفارقات بين المجموعتين نوجزها فيم يأتي : - إنحراف جماعة الإيكواس عن المبادئ المعلنة عند الإنشاء ، في حين لا تزال تحافظ الآسيان على تلك البنود المعلنة في ميثاق النشأة...
- النجاح اللافت لجماعة الإيكواس في مقاربتها الأمنية ، في حين تبقى الآسيان محافظة على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء
- إخفاق جماعة الإيكواس اقتصاديا ،في حين أضحت الآسيان تنافس الإقتصادات العالمية الكبرى .
- التباين الكبير بين اقتصاديات المجموعتين ، فإجمالي الناتج الخام لدول الآسيان يتجاوز نظيره بالنسبة للإيكواس بعشرات الأضعاف . ولا مجال لمقارنة الناتج الإجمالي المحلي للفرد بين المجموعتين تقريبا.