مواقف نظرية: عولمة النظام الدولي: الفواعل والقضايا |
د. عامر مصباح
أدت العولمة المتزايدة للاقتصاديات الوطنية عقب نهاية الحرب الباردة إلى انتشار حركية العولمة إلى القطاعات الأخر المشكلة لمفهوم النظام الدولي، بشكل أحدث تغييرات راديكالية في بنية وفواعل وعمليات صناعة القرار في مؤسسات النظام الدولي. ليس هذا فحسب، وإنما امتدت العملية إلى المخرجات المتناقضة للسياسة الدولية المنعكسة في المسارات الخطية وغير الخطية للأحداث؛ أو بتعبير جيمس روزنوJames N. Rosenau ظهور ما يسمى "بالتكامل المجزأ Fragmegration". فهذا المصطلح مركب من كلمتين "التشرذمFragmentation" و"التكاملIntegration " جمعهما روزنو في مصطلح واحد، للتدليل على شكل النظام العالمي الآخذ في التشكل. يتضمن هذا المصطلح اتجاهين متعاكسين للسياسة العالمية يعملان بشكل متلازم وينتجان مخرجات متناقضة؛ لكن يتفاعلان بشكل يعزز كل واحد منهما استمرار الآخر وحيويته في صياغة السياسة العالمية. ومن الأمثلة الأكثر وضوحا التي يمكن التدليل بها في هذا السياق، انتشار ظاهرة الإرهاب والحروب الأهلية بالتلازم مع نشاط الأسواق الجهوية والتكتلات الاقتصادية وكثافة المبادلات التجارية واتساع دائرة التعاون الاقتصادي عبر العالم. وليس هناك مؤشر على أن هناك اتجاه يطغى على آخر ويلغيه تماما، لكن الملاحظة الأساسية التي يجب الإشارة إليها هي أن الاتجاه التفكيكي هو الأكثر شيوعا في المناطق غير المندمجة اقتصاديا مثل منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب ووسط أسيا، المناطق الأكثر اضطرابا في العالم؛ إلا أن في نفس الوقت والأقل حدة، تشهد المناطق المندمجة اقتصاديا مظاهر الاضطراب والتفكك مثل تنامي العداء ضد المهاجرين في أوربا، واستمرار النزعة العنصرية في أمريكا (اضطرابات السود في فيرغستون بولاية ميزوري بالولايات المتحدة على خلفية قتل شرطي أبيض لشاب أسود في 08/08/2014). إن اتجاه التبعثر والتكامل، النزعة العالمية والنزعة المحلية، والنزعة القومية والعولمة؛ يشكلون مضمون معادلة التناقض التي سوف تعكس بدورها مستقبل النظام العالمي، بحيث أن هذه الثنايات تتفاعل بشكل متلازم وفي أحيان أخرى بشكل سببي، بحيث أن كل جزئية منهما توجد وتعزز وتذكي نشاط الآخر؛ وبالتالي يصبح كل اتجاه هو مبرر لوجود الاتجاه الآخر أو مصدرا منتجا له والعكس بالعكس. ضمن عمليات التفاعل في السياسة العالمية، تجري الأحداث في مسارات متعاكسة بحيث تتآكل معها المنحنيات الخطية، وتطفو التناقضات والمخرجات المتضاربة للنظام العالمي، أين يمكن أن يجتمع العدو والصديق، الخصم والحليف، الاتفاق والاختلاف وغيرها من الثنائيات المتناقضة. يمكن مناقشة هذا الموضوع من خلال محورين أساسيين هما:
- مصادر نشوء وتفاعل معادلة التناقض.
- معلمات مستقبل النظام العالمي.
محاور الدراسة:
المقدمة
1- مصادر نشوء وتفاعل معادلة التناقض:
*- ثور ة المهارة.
*- أزمات السلطة.
*- تشعب البنيات العالمية.
*- الانفجار المنظماتي.
*- ثوران التعبئة.
*- تكنولوجيات التقنية الدقيقة.
*- ضعف النزعة الترابية: الدول، والسيادة.
*- عولمة الاقتصاديات الوطنية.
2- مستقبل النظام العالمي:
*- القيادة والتحكم.
*- كثافة الاعتماد المتبادل المتعدد الخواص.
*- التبعثر والإبداع.
*- إعادة تحديد مفهوم السلطة.
*- تنامي دور الفواعل غير الدول.
*- الحركات الاجتماعية.
*- تنامي دور المدن العالمية.
*- ظهور التحالفات فوق قومية.
*- أنظمة القضية.
الخاتمة.