مستقبل العلاقات الدولية في ظل تطور التكنولوجيا الحربية للولايات المتحدة الأمريكية |
د. مباركي التهامي
إذا كانت العلاقات بين الأفراد تحكمها الأعراف وقواعد القانون الخاص فان العلاقات بين الدول ظلت محل جدل وتساؤل كبيرين على مر العصور، من جهة القواعد التي كانت تحكمها، والجهة التي وضعتها وأشرفت على تنفيذها، فالمجتمع الدولي المعاصر تحكمه قواعد القانون الدولي العام والتي تمثل انعكاسا لطبيعة العلاقات الدولية القائمة، فمتى أردنا معرفة طبيعة هذه العلاقات وجب علينا الرجوع إلى قواعد القانون الدولي التي حكمت هذه العلاقات، وبالأخص في عصرنا الحديث، عندما تحتكم فعلا لقواعد القانون الدولي القائمة.
وإذا كان المنطق يقتضي أن تكون العلاقات الدولية مرهونة بقواعد القانون الدولي فأن العالم يشهد عكس ذلك فقواعد القانون الدولي الحديث أصبحت تتأثر بما هو موجود على الساحة الدولية من علاقات وليس العكس. فقد كانت العلاقات الدولية بمفهومها التقليدي تعني فقط مجموع التفاعلات والمبادلات التي تتم بين الدول وتحدث آثارا سياسية وقانونية تتجاوز حدود الدولة الواحدة، بينما تطور مفهومها الحالي لتخرج عن الإطار التقليدي الذي يحصرها في علاقة الدولة بدولة أخرى أو بمجموعة من الدول حيث لم تعد هذه
العلاقات تدور فقط في فلك الدولة بسبب التطور العلمي والتكنولوجي، الذي ساهم في تطور القوانين كما ساعد أيضا على تطور العلاقات الدولية الحديثة التي باتت تضم إلى جانب الدول المنظمات الدولية والشركات العالمية وحركات التحرر واللجان وحتى الأفراد والتنظيمات الوطنية عبر مختلف الدول. فالحقيقة أن قواعد القانون الدولي الحديث تهدف إلى تحقيق الأمن والسلم الدوليين ولكن العالم يشهد حروبا دائمة وغير منقطعة بما يدعو إلى التساؤل عن العوامل التي أدت إلى تغيير مسار العلاقات الدولية من السلم إلى الحرب ومن المساواة إلى اللامساواة، والى أي مدى ساهمت التكنولوجيا الحديثة في حصول هذا التغيير لاسيما التكنولوجيا الحربية التي تتميز بها الولايات المتحدة دون غيرها، وما هي أقصى المستويات التي وصلت إليها هذه التقنيات الحربية الجديدة والمتجددة وما هي أهدافها الحقيقية وما تأثيرها في مستقبل العلاقات الدولية على المدى البعيد والقريب وبالأخص تأثيرها على مستقبل الشعوب الإسلامية والعربية ؟
فإذا كانت التكنولوجيا الحديثة وبصفة عامة قد ساهمت في تطور مجال العلاقات الدولية فان التكنولوجيا الحربية للولايات المتحدة الأمريكية غيرت مجرى العلاقات الدولية الحديثة رغم وجود قواعد القانون الدولي.
محاور الدراسة:
المقدمة
1- أساس اللجوء إلى سياسة التسلح:
*- الاعتقاد بفكرة حل النزاعات الدولية باستعمال القوة.
*- التطلع إلى تحقيق مبدأ التوازن في القوة.
*- تأثير التكنولوجيا الحربية في التحالفات العسكرية.
2- الآثار الناجمة على امتلاك التكنولوجيا الحربية:
*- الاختزال الزمني للحروب بفعل التكنولوجيا الحربية.
*- من التسلح الى نزع التسلح وضبط استعمال الأسلحة.
*- من نزع التسلح الى التسارع نحو التسلح.
3- التحدي الأمريكي وأخطر تكنولوجيا حربية على الاطلاق:
*- بداية التصنيع الجديد للأسلحة الأمريكية وتقنية « le H.A.A.R.P »
*- أهداف تصنيع وتطوير تقنية «Le H.A.A.R.P».
*- نجاح الأبحاث الشفيقة يضع مستقبل العلاقات الدولية على المحك.
الخاتمة.