صمويل هنتنجتون
تقديم: فرانسيس فوكوياما
ترجمة: حسام نايل
يعتبر كتاب النظم السياسية في مجتمعات متغيرة، الطبعة الأولي لهذا الكتاب عام 1968، أحد كلاسيكيات للعلوم الاجتماعية في أواخر القرن العشرين، وقد انطوي علي تأثير عظيم في طريقة تفكير الناس حول التطوير، سواء في الأوساط الأكاديمية أو عالم السياسة.
هذا العمل الريادي الذي يبحث العلاقة بين التطوير والاستقرار يشكل إضافة ميزة لأدبيات مدرسة مجال العلوم الاجتماعية الأمريكية.
لقد ظهر كتاب “النظم السياسية مجتمعات متغيرة” متحديا الخلفية البحثية في فترة الخمسينات والستينات، فقد جادل هنتنجتون بأن فرص حدوث الاضمحلال أو الانحطاط السياسي توازي فرص حدوث التطور السياسي سواء بسواء، وأن التجربة الفعلية للبلاد المستقلة حديثاً كانت تجربة زيادة الاضطراب الاجتماعي والسياسي.
يشير هنتنجتون إلي أن كل ما هو خير في الحداثة يعمل عادة وفق أهداف مضادة. فعلى وجه الخصوص لو تجاوز الحراك الاجتماعي تطور المؤسسات السياسية، فسينشأ إحباط يجد معه الفواعل الاجتماعيون الجدد أنفسهم غير قادرين على المشاركة في النظام السياسي. وتكون النتيجة وجود ظروف “بريتورية” هي السبب الرئيسي لحركات التمرد والانقلابات العسكرية.
يؤكد هنتنجتون أن بدون النظام السياسي لا يمكن للتطوير الاقتصادي والاجتماعي أن يمضيا بنجاح. ومن الضروري أن تحدث مكونات التحديث بطريقة متتابعة.
يشير هنتنجتون إلى وجود طرق اخري لتقدم إلى الأمام من خلال نزعة سلطوية تحديثية، وهي وجهة النظر التي جلبت له خزيا كبيرا في السياق الاستقطابي العالمي أواخر الستينات، وهو ما نجده في قادة مثل بارك تشونج في كوريا وتشايانج تشينج في تايوان ولي كوان يو في سنغافورة وسوهارتو في إندونيسيا، الذين قادوا بلادهم إلي ما يسمى المعجزة الاسيوية.
لقد أجهز كتاب “النظم السياسية” أصاب نظرية التحديث في مقتل، بانتقاده منظور التحديث القائم على النموذج التطوري الاجتماعي الأوربي أو الأمريكي المتمركز اثنيا.