د. غريب حكيم
يشهد المجتمع الدولي في عصرنا الحالي جملة من التغييرات الناتجة عن معطيات الثورة التكنولوجية الهائلة، فهذه الثورة قد نقلت المجتمعات التقليدية إلى ال
مصاف مجتمعات الحديثة والذكية وهو
ما نعيشه اليوم في ظل ظاهرة الفضاء السيبراني. ويتضمن هذا الفضاء كثيرا من الإيجابيات والسلبيات،
ففي الأولى نجد بأنه قد أسهم بصورة كبيرة حقا في تسهيل الحياة اليومية على كافة الأصعدة، خاصة ما
تعلق بالإتصالات ومعرفة الأخبارفي العالم وغيرها، وفي الثانية –أي السلبيات-نجده قد أصبح مجال للنزاع والصراع والتهديد، بحيث يتم استغالل التطور التكنولوجي في وسائل االتصال في القيام بأعمال
غير مشروعة كالإختراق والقرصنة، و الأخطر من ذلك استغلال الفضاء السيبراني من قبل التنظيمات
والجماعات الإرهابية.
لقد أصبح الفضاء السيبراني حاضنة لبروز
ونمو أشكال جديدة من الإرهابيين، كمؤشر على
الإرهاب غير التقليدي الذي يستهدف
مهاجمة البنيات التحتية الكونية للمعلومات، و ليس هذا فحسب، بل
حمل معه –أي الفضاء الرقمي-تحديات أمنية وقانونية وسياسية وتقنية، خاصة في ظل ضعف منظومات
الحماية وعدم وجود أطر تشريعية واضحة لتنظيم هذا الفضاء. بالإضافة إلى عدم التوافق بين تدابير
المكافحة و الإنتشارالهائل لتكنولوجيا الإتصال و المعلومات وزيادة الإعتماد الدولي عليها، فضلا عن
محدودية أدوار المواجهة القانونية و الأمنية والتقنية في مقابل التهديدات الحاصلة و التحديات والتداعيات
على الأمن الدولي عامة. بالتالي ستعالج هذه الدراسة موضوع التهديدات التي يشكلها الفضاء الرقمي
بالنسبة للأمن الدولي، بالتركيز على ظاهرة اإلرهاب الإلكتروني والجهود الدولية للتصدي لها.
إشكالية الدراسة:
- ما هي مظاهر التهديدات التي يمثلها الإرهاب السيبراني بالنسبة للأمن الدولي؟ وما هي جهود
مواجهته على الصعيد الدولي؟.
محاور الدراسة:
1- الفضاء السبيراني ساحة جديدة تهدد الأمن الدولي.
2- مظاهر تهديد الإرهاب السبيراني للأمن الدولي.
3- الجهوذ الدولية في مجال مكافحة الإرهاب السبيراني.
الخاتمة.